من هو الله

بسم الله الرحمن الرحيم أعظم الأنس الأنسُ بالله عز وجل , كان أحد الصالحين يكثر الجلسة لوحدة ذاكراً مناجياً لربه فقيل له : ألا تستوحش , قال : وهل يستوحش مع الله أحد يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث ذكرني , أجمل لحظات الحياة التي تختلي فيها مع الله تذكره تناجيه تدعوه تتوسل إليه , يقول حبيب ابو محمد وكان يكثر من الخلوة مع الله عز وجل فسأل عن ذلك , فقال : من لم تقر عينه بالله فلا قرت عينه ومن لم يأنس به فلا أنس ورجلٌ ذكر الله خاليا ففاضت عيناه والله كما قال ذو النون رحمه الله ما طابت الحياة إلا بذكره ولا الأخرة إلا بعفوه ولا الجنة إلا برؤيته إنه الله جل جلاله الله جل جلاله ما أعظم هذا الاسم كلما زدت معرفتاً به كلما زدت خشيتاً له { إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء } كان الصالحون العارفون بربهم جل وعلا إذا ذكر أحدهم بالله جل وعلا ارتعدت فرائصه وقشعر جلده وخاف وخشي ربه جل وعلا لأنه يعرف من هو الله أحد الصالحين قيل له اتق الله فاصفر لونه , وآخر قيل له اتق الله فاضطربت جوارحه وثالث يسمع آيات تتلى من كلام الله فيقشعر ويضطرب وربما سقط بعظهم على الأرض لما لما ؟ { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله } فقط إذا ذكر الله عز وجل عندهم يعرفون من هو الله يعرفون اسمائه وصفاته جل في علاه إذا ذكر الله عز وجل عندهم انظر إلى قلوبهم { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } القلب يَوجَل والجلد يقشعر والنفوس تخاف من ربها جل وعلا كيف لا تخشاه وهو العظيم وهو ملك الملوك قاضي القضاة وهو القهار وهو القوي وهو العزيز كل اسمائه تجمعت في اسمه جل وعلا الله فإذا ذكر اسم الله خشي أهل الإيمان {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء} بسم الله الرحمن الرحيم ما أجمل ان يبتدأ القرآن بقولِ بسم الله الرحمن الرحيم وهذه البسملة التي تتكرر في القرآن ما بدأ الله عز وجل بأي اسم إلا اسميه الرحمن الرحيم فما أجمل القرآن وما أعظم أسماء الله عز وجل أول ما خلق الله عز وجل كان العرش ولما خلق العرش وضع كتاباً عنده على العرش كتبَ فيه أن رحمتي سبقت غضبي رحمت الله سبقت غضبه فهو الرحمن وما أجمل لفظ هذا الاسم مجرد اللفظ أنا أعبد الرحمن انا أعبد الرحيم ما الفرق بين الرحمن الرحيم كلاهما تدلاني على الرحمة رحمته جل وعلا لكن الرحمن اسم لذاته جل وعلا وإن لم يرحم أحداً مع أن رحمته وسعت كل شيء لكن وإن لم يرحم فهو رحمن ولهذا لا يسمى مخلوق بأنه رحمن أما الرحيم يدل على فعله جل وعلا ففعله وهو رحمته بخلقه في الدنيا للمسلم وللكافر والجماد والحيوان والنبات وكل شيء { وكان بالمؤمنين رحيما } يسمى رحيم رحيمٌ بالكافرين بالمؤمنين بكل شيء في هذه الدنيا أما في الآخرة فقد اختص رحمته بأهل الإيمان هذا هو الرحمن وهذا هو الرحيم جل وعلا سما صورة كامله في القرآن باسمه الرحمن { الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان } في هذه الصورة آلاء الله ونعمه الكثيرة وفي بعد بعض آيات يقول { فبأي آلاء ربكما تكذبان } فهو الرحمن جل وعلا كل هذه النعم منه جل وعلا رحمته وسعت كل شيء في الدنيا حتى الكافر نعم حتى الكافر بل خلق الله مئة رحمه أنزل واحده إلى الأرض وترك 99 من الرحمات ليوم القيامة لأن يوم القيامةِ يومٌ عصيب يومٌ عظيم أهواله شديدة الطفل يشيب والولد يفر من والديه و الأم من أولادها و الأخو من أخيه وزلزلتٌ عظيمة في ذلك الوقت وفي ذلك الزمان ناسب أن يكون اسم الله الرحمن مع ذلك اليوم لأن اليوم شديدٌ عصيب { وخشعت الأصواتُ لرحمن فلا تسمع إلا همسا } لما ؟ أجل الله 99 بالمئة من رحمته لذلك اليوم لأن الخلائق لا يحتاجون في ذلك اليوم إلا لرحمة الله جل وعلا وفي الختام نسأله تعالى أن يشملنا برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صله