بسم الله الرحمن الرحيم من أصبح وليس همه الا الله تعالى اذا أصبح العبد وأمسى وليس همه الا الله وحده تحمل الله سبحانه حوائجه كلها, وحمل عنه كل ما أهمه, وفرغ قلبه لمحبته, ولسانه لذكره, وجوارحه لطاعته. وان أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها! ووكله الى نفسه, فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق, ولسانه عن ذكره بذكرهم, وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم, فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره, كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره. فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بل بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطانا فهو له قرين} الزخرف 36. قال سفيان بن عيينة: لا تأتون بمثل مشهور للعرب الا جئتكم به من القرآن. فقال له قائل: فأين في القرآن "أعط أخاك تمرة فان لم يقبل فأعطه جمرة؟" فقال في قوله: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيّض له شيطانا}. من كتاب الفوائد لابن القيم رحمه الله تعالى نسال الله العظيم ان يجعل رضى ربنا اكبر همنا وان يملاء قلبونا بمحبته سبحانه ومحبة طاعتة وذكره ليل نهار والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين